
الأمن الشامل
الأمن الشامل

ما هو الأمن الشامل؟
الأمن الشامل ليس مجرد مجموعة خطوات تُنفذ أو أدوات تُستخدم، بل هو نهج متكامل وسلوك دائم. إنه عملية تفكير واعية بالسلامة تأخذ في الاعتبار الإنسان بكل جوانبه، وليس فقط الجوانب الرقمية من حياته. التهديدات الإلكترونية، مثل الفضح أو الاحتيال، لا تهدف فقط إلى اختراق أجهزتك، بل تهدف أيضًا إلى:
- اسكات صوتك.
- تقويض ثقتك بنفسك.
- عزلك عن الآخرين.
- يجعلك خائفا من التصرف.
يساعدك الأمن الشامل على الاستجابة لهذه التهديدات من خلال:
- التركيز على قيمك الشخصية.
- التفكير في المخاطر واتخاذ خيارات واعية.
- دمج السلامة العاطفية والجسدية والرقمية.
- بناء الدعم و المساندة المجتمعية.
- البقاء على اتصال بأكثر ما يهمك.
لماذا هذا مهم
- الحلول التقنية ليست كافية: كلمات المرور القوية لا يمكنها حماية صحتك العقلية أو مجتمعك.
- التهديدات الرقمية تؤثر على الإنسان ككل، وليس فقط على واجهاتنا الرقمية: الإجهاد، والإرهاق، والخطر الجسدي هي عواقب حقيقية و ملموسة و يجب التعامل معها.
- الأمن يتعلق بالقيم، وينبغي أن يمكّنك من التعبير عن صوتك وعملك، لا أن يوقفك.
- أنت لست وحدك، فالعزلة تزيد من المخاطر، والرعاية الجماعية ضرورية.
خطوات الأمن الشامل
الأمن الشامل لا يعني "فعل كل شيء".
يتعلق الأمر بالتفكير الاستراتيجي والاهتمام بنفسك وبالآخرين في مواجهة المخاطر.
الخطوة 1: فهم سياقك وقيمك
اسأل نفسك:
- ما الذي يهمني؟ ما الذي أريد حمايته؟
- من قد يستهدفني ولماذا؟
- ما هي أسوأ السيناريوهات؟ ماذا أفعل لمنعها أو التخفيف منها؟
- ما هي المخاطر التي أنا على استعداد لتحملها، وأين أرسم الخط الأحمر؟
إن الأمان المنفصل عن قيمك سوف يكون مرهقًا وغير مستدام و لذلك يجب أخذ أجوبة هذه الأسئلة بعين الاعتبار.
الخطوة 2: التفكير في المخاطر والأولويات
- ليست كل المخاطر متساوية، ولا يمكنك حماية كل شيء في وقت واحد.
- حدد الأصول الأكثر أهمية (صحتك، أحبائك، العمل الأساسي، وما إلى ذلك).
- فهم ما سيكون الأكثر ضررًا إذا تم المساس به.
- التعرف على التهديدات الأكثر احتمالا.
- استخدم هذا لتحديد أولويات جهودك.
الخطوة 3: العناية بصحتك
- خذ فترات راحة. لا بأس بالابتعاد عن المنصات.
- اطلب الدعم من الأصدقاء الموثوق بهم، والجماعات النسوية، وخدمات الصحة العقلية، وما إلى ذلك.
- مارس تقنيات التأريض لإدارة التوتر و تفادي الذعر.
- تذكر: الراحة جزء من المقاومة. يُسمح لك بالعناية بنفسك.
الخطوة 4: تنفيذ التدابير الأمنية العملية
رقمي:
كلمات مرور قوية، المصادقة الثنائية، الاتصالات المشفرة، النسخ الاحتياطية، إعدادات الخصوصية، يمكنك معرفة المزيد عن هذا في دليل حملة للأمن الرقمي.
بدني:
- الوعي بالمخاطر غير المتصلة بالإنترنت حيث أنه يمكن أن تتفاقم التهديدات الرقمية إلى مخاطر ملموسة (على سبيل المثال، التربص والمضايقة).
- تغيير الروتين الشخصي إذا لزم الأمر.
- حماية المساحات الشخصية والأجهزة الملموسة.
عاطفي/اجتماعي:
- بناء شبكات الثقة.
- مشاركة خطط السلامة مع المخالطين المقربين.
- ممارسة الرعاية المجتمعية من خلال دعم الآخرين وطلب الدعم.
استراتيجي:
- تحديد متى تكون مرئيًا، ومتى تنسحب.
- اختيار مكان وكيفية التصرف علناً.
- مع العلم أن الرؤية يمكن أن تكون قوة ومخاطرة في نفس الوقت.
الخطوة 5: إعادة النظر والتكيف
الأمن الشامل ليس جهدًا لمرة واحدة. تتغير السياقات، وتتطور التهديدات، وتتغير احتياجاتك، لذا اسأل نفسك:
- ما هي الخطوات التي اثمرت؟
- ما هو سبب التوتر؟
- ما الذي يحتاج إلى تحديث؟
- من يمكنني الاعتماد عليه للحصول على الدعم؟
الأمن عبارة عن محادثة مستمرة مع نفسك ومجتمعك، لذا حافظ على تحديثه.
النتائج النهائية
- ينبغي للأمن أن يحمي قدرتك على العيش والتصرف بكرامة.
- ليس عليك أن تكون مثاليًا، ابدأ من حيث أنت و طور من هذه الجبهة بسرعة مريحة و لكن مستدامة.
- العزلة تزيد من الضرر، لذا اعتمد على من تثق بهم.
- الراحة والرعاية جزءان أساسيان من الأمن.
- راجع النتائج، و تكيّف عند الحاجة. ابقَ على تواصل مع ما يهمّك.
الملاحظة النهائية
تذكر أن الأمن ليس غاية في حد ذاته، بل هو وسيلة لتمكين عملك وحياتك، لذا لا تجعله عائقًا، بل استخدمه لتمكين نفسك.