
تقييم مخاطر التّهديدات الرّقميّة
منهجية تحليل المخاطر تشمل تحديد التهديدات المحتملة، وتقييم مستوى الخطورة، مع مراعاة العوامل المؤثرة في البيئة الرقمية والسياق المحيط، بما يضمن استجابة فعّالة ومدروسة.
مع تصاعد التهديدات الرقمية، أصبح لقادة منظمات المجتمع المدني دور محوري في تعزيز الأمان السيبراني. يُوصى بإجراء تقييمات دورية للمخاطر وتخصيص موازنات واضحة للوقاية والاستجابة، ودمج الأمان الرقمي ضمن المهام الأساسية لضمان حماية فعالة ومستدامة.
على مدى العقدين الماضيين، ومع التقدم المتسارع في تقنيات الاتصال، خاصةً في الفضاء الرقمي، شهدنا تحولات كبيرة في طبيعة التهديدات السيبرانية والرقمية. هذا التطور دفع قادة منظمات المجتمع المدني لتوسيع نظرتهم العالمية، متحملين مسؤوليات تنظيمية على المستويات الوطنية (أو الإقليمية) والعالمية (ديسيه، 2012).
في مجال الأمان السيبراني والمخاطر الرقمية، رأينا توسعًا في دور قادة منظمات المجتمع المدني، حيث تجاوزوا الحدود التقليدية لمسؤولياتهم. أصبحوا الآن يؤدّون دورًا مركزيًا في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مُساهمين بشكل متزايد في الحوكمة العالمية (ديسيه، 2012). يُبرز هذا التحول الدور الأساسي لقادة هذه المنظّمات في حمايها من كثيب التهديدات التي يفرضها المشهد الرقمي الّذي لا ينفك يتطوّر ويتغيّر.
بفضل نهجهم الاستباقي في مجال الأمان السيبراني وقدرتهم على التكيف مع المخاطر المستجدة، تتمكن منظمات المجتمع المدني من التنقل في العالم المعقد والمتشابك للتقانة. من خلال مواكبتهم لأحدث التطورات، يضمن قادة هذه المنظمات تطبيق تدابير فعالة لحماية والأفراد، والمنظمات، والأمم من التهديدات السيبرانية والاضطرابات المحتملة في البنية التحتية الرقمية. كما أكد ديسيه في عام 2012 الدور الوازن والمتنامي لقادة منظمات المجتمع المدني في مواجهة المخاطر الرقمية، مشيرًا إلى دورهم الفعّال في تشكيل المشهد العالمي للأمان السيبراني.
يمكن لقادة منظمات المجتمع المدني الاستفادة من عدة مزايا عن طريق إجراء تقييمات المخاطر السيبرانية. تتضمن هذه المزايا تلبية المتطلبات التشغيلية والرّسالة، تعزيز المرانة الشاملة والموقف الأمني السيبراني للمنظمة، والوفاء بالتزامات حيال الحفاظ على أمان الفضاء السيبراني.
يُوصى بأن يقوم قادة منظمات المجتمع المدني بإجراء تقييمات دورية للأمان السيبراني، تتوافق مع الاحتياجات التشغيلية لمنظماتهم، لتقييم وضعها على هذا الصّعيد. من خلال هذه التقييمات، تُنشئ المنظمات قاعدة بيانات أساسية من معايير الأمان السيبراني، على أن تُوظَّف هذه الأخيرة مقياسًا مرجعيا للتقييمات المستقبلية، مما يساعد على استمراريّة التحسين في وضع الأمان السيبراني والمرانة مع إظهار التقدم المحرز.
إذا كنا جديين في التعامل مع الأمان الرقمي وإدارة المخاطر كمنظمة، فمن الضروري تخصيص موازنة لتدابير الوقاية والاستجابة المحتملة. يمكن تحقيق الأول من خلال إدراجه في موازنات المشاريع، وقد أصبح العديد من المانحين مستعدين لتضمين هذه التكاليف في تمويلهم. أما التدابير اللاحقة، فهي تتطلب عادةً نوعين من التمويل:
من الأهمية بمكان الاعتراف بوقت الفريق المستغرق في تأدية مهام الأمان الرقمي وإدارة المخاطر، سواء للوقاية أو للاستجابة. الأمان الرقمي وإدارة المخاطر ليستا مجرد مهمة صغيرة إضافية، بل هما طيف واسع من المهام التي تحتاج إلى تنسيق ودمج مستدام في موازنة الفريق وممارساته.
المصدر: تكلفة إدارة مخاطر الأمان الرّقمي للمنظمات الأهليّة (بالإنجليزيّة)
منهجية تحليل المخاطر تشمل تحديد التهديدات المحتملة، وتقييم مستوى الخطورة، مع مراعاة العوامل المؤثرة في البيئة الرقمية والسياق المحيط، بما يضمن استجابة فعّالة ومدروسة.
تواجه منظمات المجتمع المدني تهديدات رقمية متزايدة، ما يستدعي تقييمات منتظمة للمخاطر، وتدريب الكوادر، وتوحيد معايير الأمان. حماية الحقوق تتطلب توازنًا بين الأمن والحرية، ونهجًا استباقيًا يعزز المرونة الرقمية.
تتطلب سياسات الأمان الرقمي وجود وثائق مرنة تشمل سياسة عامة توضّح الأدوار والمسؤوليات، إلى جانب إجراءات تشغيل تنظم الممارسات اليومية، وأدلّة إرشادية للتعامل مع الحالات الخاصة. من الضروري تنسيق هذه الوثائق وتحديثها بانتظام بما ينسجم مع ثقافة المنظمة واحتياجاتها، لضمان حماية رقمية فعالة ومستدامة.