
تقييم مخاطر التّهديدات الرّقميّة
منهجية تحليل المخاطر تشمل تحديد التهديدات المحتملة، وتقييم مستوى الخطورة، مع مراعاة العوامل المؤثرة في البيئة الرقمية والسياق المحيط، بما يضمن استجابة فعّالة ومدروسة.
الاستعداد لحوادث الأمان الرقمي ضروري لتقليل آثارها. يشمل ذلك خططًا واضحة للتبليغ، والتوثيق، والاستجابة، والتعلّم، مع تشكيل فريق متنوع المهارات وتوفير الوقت والدعم اللازم لضمان استجابة فعّالة دون إجهاد.
على الرغم من جهودنا الكبيرة في تقييم المخاطر والتخطيط الأمني لتقليل احتمالية تحول التهديدات الرقمية إلى حوادث، وللحد من تأثير الهجمات والحوادث الرقمية، من الضروري أن نكون مستعدين للاستجابة للحوادث الرقمية. قد تتحول هذه الحوادث إلى طوارئ أو أزمات، اعتمادًا على نوع الحادث وقدرتنا على الاستجابة. من الأهمية بمكان أن يكون لدينا إجراء واضح وتدفق عمل للتعامل مع الحوادث الرقمية، بما في ذلك الإبلاغ عنها، توثيقها، الاستجابة لها والتعلم منها.
هناك ثلاثة عناصر رئيسة للاستجابة لحوادث الأمان السيبراني:
في حالات الطوارئ أو الأزمات، يشمل العنصر الثاني مكونًا خاصًا بالأزمات أو الطوارئ.
في خطوة الاستجابة للحوادث الرقمية، يتم عادةً إشراك الأشخاص المسؤولين عن بنية تقانة المعلومات وصيانتها داخل المنظمة. وعلى أساس تقييم هؤلاء الأشخاص، يقرر مستوى الإدارة المعني الاستعانة بفريق استجابة الحوادث أو ما يماثله للتعامل مع الوضع.
استنادًا إلى التهديدات التي قد نواجهها في أثناء الأنشطة، لا بدّ من وضع خطط للاستجابة للحوادث لتمكين القيام برد حثيث دون الحاجة إلى اتخاذ قرارات معقدة. تتضمن خطط استجابة الحوادث إجراءات تشغيل قياسية تحدد مسؤوليات الأشخاص (مثل فرق الاستجابة للحوادث)، والموارد المستخدمة، والإجراءات العامة، وزمن إنهاء الحادث. كما ثمَّ حاجة لإرشادات محددة لأنواع مختلفة من الحوادث الرقمية مثل خرق الحسابات، وفقدان البيانات والأجهزة، والهجمات الرقمية على البنية التحتية أو المواقع الإلكترونية، والتحرش الرّقمي.
لضمان فعاليّة الاستجابة للحوادث، لا بدّ لنا من اعتماد على عضو واحد فقط كنقطة مركزيّة للأمان، بل تشكيل فريق يتمتع أعضاؤه بصفات متنوعة مثل على سبيل الذّكر لا الحصر:
من أجل الاستجابة الفعالة للحوادث، من المهم عدم الاعتماد فقط على عضو فريق واحد مسؤول بحيث يشكل نقطة مركزية فيما يتعلّق بالأمان، بل تشكيل فريق يضم أعضاء يتمتعون بالصفات التالية:
وفي بعض الأحيان، قد نحتاج إلى إشراك طرف داخلي أو خارجي يتمتع بالقدرة على تقديم الدعم العاطفي لفريق استجابة الحادث.
من المهم تخصيص وقت كافٍ لأعضاء فرق الاستجابة للحوادث للتأهب والتّهيؤ، وبالتّالي أداء أدوارهم بنجاعة. خلال الطوارئ الرّقميّة، لا بدّ من تفريغ هذه الكوادر من أي مهام أخرى. إذا تطور حادث إلى طارئ أو أزمة جرّاء مدته أو آثاره، فلا بدّ للفريق من العمل على نحو مستدام وتنظيم العمل بنوبات دوريّة. من الضروري أيضًا توفير فترات راحة لأعضاء الفريق للحؤول دون استنفاد طاقتهم وتجنب إرهاقهم، مما يساعد في منع حدوث أزمة داخلية إضافية ناتجة عن الإجهاد الشديد.
منهجية تحليل المخاطر تشمل تحديد التهديدات المحتملة، وتقييم مستوى الخطورة، مع مراعاة العوامل المؤثرة في البيئة الرقمية والسياق المحيط، بما يضمن استجابة فعّالة ومدروسة.
مع تصاعد التهديدات الرقمية، أصبح لقادة منظمات المجتمع المدني دور محوري في تعزيز الأمان السيبراني. يُوصى بإجراء تقييمات دورية للمخاطر وتخصيص موازنات واضحة للوقاية والاستجابة، ودمج الأمان الرقمي ضمن المهام الأساسية لضمان حماية فعالة ومستدامة.
تواجه منظمات المجتمع المدني تهديدات رقمية متزايدة، ما يستدعي تقييمات منتظمة للمخاطر، وتدريب الكوادر، وتوحيد معايير الأمان. حماية الحقوق تتطلب توازنًا بين الأمن والحرية، ونهجًا استباقيًا يعزز المرونة الرقمية.